مفاهيم القيمة: من القيمة السوقية إلى قيمة الاستثمار

الفصل الثاني: مفاهيم القيمة: من القيمة السوقية❓❓ إلى قيمة الاستثمار
مقدمة:
يهدف هذا الفصل إلى تقديم فهم شامل لمفاهيم القيمة المختلفة المستخدمة في التقييم العقاري. سنبدأ بتعريف القيمة السوقية، وهي الأساس الذي تقوم عليه معظم عمليات التقييم، ثم ننتقل إلى مفاهيم أخرى مثل القيمة قيد الاستخدام، وقيمة الاستثمار، والقيمة التصفوية، والقيمة المقدرة، والقيمة التأمينية، وقيمة التشغيل المستمر. فهم هذه المفاهيم أمر بالغ الأهمية للمثمنين العقاريين والمستثمرين والمهتمين بالعقارات بشكل عام.
أولًا: القيمة السوقية (Market Value)
القيمة السوقية هي التقدير الأكثر شيوعًا للقيمة في مجال التقييم العقاري. وهي تُعرّف بأنها المبلغ التقديري الذي يمكن أن يتم به تبادل عقار ما في تاريخ التقييم بين مشتر راغب وبائع راغب في صفقة تجارية محايدة، بعد تسويق مناسب، حيث يكون كلا الطرفين على علم كافٍ وبدراية وحذر، ودون إكراه.
شروط الصفقة المحايدة (“Arm’s Length Transaction”):
لكي تعتبر الصفقة “محايدة”، يجب أن تتوفر فيها الشروط التالية:
- أطراف الصفقة غير مرتبطين: بمعنى عدم وجود علاقة شخصية أو تجارية خاصة بين المشتري والبائع تؤثر على السعر.
- البائع راغب: البائع لا يواجه أي ضغوط غير ضرورية لبيع العقار، بل يبيعه برغبته الحرة.
- المشتري راغب: المشتري ليس مجبراً على شراء العقار، بل يشتري برغبته الحرة.
- تسويق مناسب: تم عرض العقار في السوق لفترة كافية للسماح للمشترين المحتملين بتقييمه بشكل صحيح.
- تمويل تقليدي: إذا كان هناك تمويل متضمن في الصفقة، فيجب أن يكون التمويل مماثلاً للتمويل التقليدي المتاح في السوق. وإلا، فإن أي امتيازات في التمويل، مثل أسعار الفائدة المنخفضة، يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد القيمة السوقية.
القيمة السوقية في المعاملات غير النقدية المكافئة:
في الواقع العملي، القليل جدًا من المعاملات العقارية تتم “نقدًا بالكامل” في السوق اليوم. عندما يكون❓ تمويل معاملة ما قابلاً للمقارنة بالتمويل التقليدي المتاح في السوق، فإنه يعتبر مكافئًا للنقد. ومع ذلك، إذا كان التمويل يتضمن تنازلات غير معتادة في السوق (مثل سعر فائدة أقل من سعر السوق في معاملة ممولة من البائع)، فيجب على المثمن تحديد الشروط غير المكافئة للنقد في تقرير التقييم، ويجب أخذ تأثيرها على القيمة في الاعتبار.
تعريفات أخرى للقيمة السوقية:
تم استخدام مصطلح القيمة السوقية لسنوات عديدة، وقد خضع لتفسيرات مختلفة من قبل الاقتصاديين والقضاة والمشرعين. ونتيجة لذلك، لا تعني القيمة السوقية بالضرورة نفس الشيء في جميع المواقف. على سبيل المثال، غالبًا ما تتضمن قوانين الولاية المتعلقة بالاستملاك (أخذ الملكية الخاصة لغرض عام) وتقييم الضرائب تعريفات للقيمة السوقية. عند إجراء تقييم لأغراض تخضع لقانون الولاية، يجب على المثمن استخدام تعريف القانون للقيمة السوقية.
ثانيًا: السعر (Price)
السعر هو المبلغ المدفوع فعليًا مقابل العقار. في حين أن السعر يمكن أن يكون مساويًا للقيمة السوقية، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا أكبر أو أقل من القيمة السوقية. يمكن أن يكون قدر كبير من الاختلاف عن القيمة السوقية نتيجة لعدد من العوامل أو مجموعة من العوامل مثل:
- بائع غير مطلع لم يكن على علم بالقيمة السوقية.
- مشتري غير مطلع لم يكن على علم بالقيمة السوقية.
- بائع اضطر إلى البيع على الفور.
- بائع لم يكن يريد البيع حقًا (غير متحمس للبيع).
- مشتري لم يكن لديه دافع كبير للشراء.
- مشتري يحتاج إلى عقار معين لغرض محدد.
- بيع حيث قدم تمويل البائع تكاليف تمويل أقل من السوق.
ثالثًا: القيمة قيد الاستخدام (Value in Use)
تشير القيمة قيد الاستخدام إلى قيمة العقار عند استخدامه لغرض معين فقط. هذا على النقيض من القيمة السوقية، التي تفترض أن السوق سيحدد قيمة العقار في ضوء جميع استخداماته الممكنة. بالإضافة إلى ذلك، يُنظر إلى قيمة الاستخدام بشكل شائع من حيث قيمة العقار لعملية تجارية مستمرة معينة. وبالتالي، تتأثر قيمة الاستخدام بالمناخ التجاري الذي تعمل فيه الشركة.
مثال: يقوم مصنع بتقييم قيمة استخدامه العالية لمصنعه الواقع في مدينة صناعية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الموقع قريب من المورد الرئيسي للمواد الخام للمصنع. إذا أغلق المورد عملياته في المدينة الصناعية، أو انتقل إلى منطقة أخرى، فإن قيمة استخدام المصنع للمصنع ستنخفض، حيث سيتعين على الشركة الآن دفع رسوم شحن أعلى للحصول على المواد الخام الخاصة بها.
تطبيقات القيمة قيد الاستخدام:
غالبًا ما يتم مواجهة تقييمات القيمة قيد الاستخدام في ثلاثة أنواع من الحالات:
- العقارات الصناعية: مثل المصنع، قد يتم تقييمه لقيمته قيد الاستخدام للعملية الصناعية، على سبيل المثال عند تقييم أصول الشركة.
- الحكومات: تمنح الحكومات أحيانًا إعفاءات ضريبية على الممتلكات المستخدمة لأغراض معينة (مثل الزراعة) من خلال تقييم الممتلكات بقيمتها قيد الاستخدام لتلك الأغراض، بغض النظر عن أفضل استخدام وأعلى قيمة للممتلكات.
- العقارات ذات الأسواق المحدودة: قد تكون القيمة قيد الاستخدام هي التقييم الأنسب عندما لا يوجد سوق تنافسي للعقار، كما هو الحال غالبًا بالنسبة للعقارات ذات الأسواق المحدودة، مثل المصانع الكبيرة والمدارس والمباني العامة.
قد يكون للعقار قيمة سوقية وقيمة استخدام. يجب على المثمن أن يضع هذا التمييز في الاعتبار عندما يُطلب منه تقدير القيمة السوقية للعقار الذي يوجد سوق محدود له. حتى إذا لم يكن هناك سوق للعقار، فلا يجوز للمثمن أن يستبدل تقدير قيمة الاستخدام بالقيمة السوقية المطلوبة. الإجراء المناسب في هذه الظروف هو إما الإبلاغ عن أنه لا يمكن تحديد القيمة السوقية، أو (إذا كان ذلك مطلوبًا بموجب القانون، على سبيل المثال) محاولة تقدير القيمة السوقية على أساس بيانات أخرى غير بيانات السوق الحالية (على سبيل المثال، عن طريق تحديد تكلفة الاستبدال).
رابعًا: قيمة الاستثمار (Investment Value)
قيمة الاستثمار هي قيمة العقار لمستثمر معين لديه أهداف استثمارية محددة. وبالتالي، عند تقدير قيمة الاستثمار، من المهم أن يفهم المثمن بوضوح المتطلبات الاستثمارية للمستثمر المعين. نظرًا لأن أهداف المستثمر الفردي قد يكون لها تأثير كبير على تقدير القيمة، فإن قيمة الاستثمار ذات طبيعة ذاتية بطبيعتها. بالمقارنة، يُقال إن القيمة السوقية تمثل معيارًا “موضوعيًا” أكثر.
مثال: اشترى مستثمر خمسة من أصل ستة قطع أرض يحتاجها لتطوير مجمع مكاتب مخطط له. بالإضافة إلى ذلك، أنفق المستثمر بالفعل آلاف الدولارات على دراسات التطوير والتخطيط الأولي للمجمع. بسبب ظروفه الفريدة، قد يكون هذا المستثمر على استعداد لدفع علاوة للحصول على قطعة الأرض السادسة التي يحتاجها للتطوير. إذا كان مالك (بائع) قطعة الأرض على علم بوضع المطور، فقد يتمسك المالك بعرض أكبر من القيمة السوقية للعقار.
خامسًا: القيمة التصفوية (Liquidation Value)
القيمة التصفوية ليست شكلاً من أشكال القيمة السوقية. والتمييز الأساسي هو أن القيمة التصفوية تفترض أنه يجب بيع العقار في فترة محدودة من الزمن، وهو ما نادرًا ما يشكل تعرضًا “معقولًا” للسوق. عادة ما يتم تقدير القيمة التصفوية في سياق مؤسسة مالية تفكر في حبس الرهن على عقار.
سادسًا: القيمة المقدرة (Assessed Value)
يتم تحديد القيمة المقدرة من قبل سلطات الضرائب الحكومية لغرض تقييم ضرائب الأملاك حسب القيمة (ضرائب الأملاك السنوية التي تستند إلى قيمة العقار، والتي تستخدم عائداتها لدعم الخدمات الحكومية العامة). لتحديد القيمة المقدرة، يجب على المثمن أولاً تقدير القيمة السوقية (كما هو محدد في قانون الضرائب)، ثم تطبيق نسبة مئوية (تسمى نسبة التقييم) كما هو محدد بموجب قانون التقييم.
الصيغة:
القيمة المقدرة = القيمة السوقية × نسبة التقييم
Assessed Value = Market Value x Assessment Ratio
مثال: قد تحدد إحدى الولايات أنه يجب تقييم العقار بنسبة 100٪ من القيمة السوقية، بينما تقوم ولاية أخرى بتقييم العقار بنسبة 10٪ من القيمة السوقية. سيتم تقييم عقار بقيمة 100000 دولار بمبلغ 100000 دولار في الولاية الأولى (100٪ × 100000 دولار)، وبمبلغ 10000 دولار في الولاية الثانية (10٪ × 100000 دولار).
يحب بعض المشرعين ربط التقييمات بأقل من القيمة السوقية لأنهم يشعرون بأن التقييمات المنخفضة ستؤدي إلى عدد أقل من الطعون الضريبية وعدم رضا دافعي الضرائب. في الواقع، يدفع دافعو الضرائب نفس الشيء لأن التقييمات المنخفضة تعني معدلات ضرائب أعلى لتحقيق الإيرادات المطلوبة.
في بعض الولايات، تستند القيمة المقدرة إلى السعر المدفوع، وفي عدد قليل من الولايات، هناك حد للزيادات السنوية في التقييم المقدر. تميل القيمة المقدرة إلى التخلف عن القيمة السوقية. في العديد من المناطق، لا يتم تقييم الممتلكات سنويًا، على الرغم من أنه يمكن إضافة عامل عام لزيادة الإيرادات الضريبية.
سابعًا: القيمة التأمينية (Insurable Value)
يتم تحديد القيمة التأمينية بموجب شروط وثيقة تأمين معينة. يشير إلى قيمة الممتلكات لأغراض السداد بموجب❓❓ الوثيقة.
قد يُطلب من المثمن تحديد تكلفة الاستنساخ أو الاستبدال. ستكون تكلفة الاستنساخ هي تكلفة استبدال الهيكل كما تم بناؤه، في حين أن تكلفة الاستبدال هي تكلفة استبدال الهيكل بهيكل ذي جاذبية وفائدة مماثلة.
ثامنًا: قيمة التشغيل المستمر (Going Concern Value)
قيمة التشغيل المستمر هي القيمة الإجمالية لعملية تجارية مثبتة ومستمرة، والتي تشمل العقارات التي هي جزء لا يتجزأ من العملية. عادة ما تكون قيمة التشغيل المستمر غير قابلة للتطبيق على العقارات السكنية. ومع ذلك، يمكن أن تنطبق على مشروع شقق جديد أكمل فترة التأجير الخاصة به بنسبة إشغال 100٪ بشروط جذابة. سيكون لمثل هذا العقار قيمة أكبر من مشروع تم الانتهاء منه حديثًا ولم يبدأ بعد مرحلة التأجير الخاصة به.
تاسعًا: القوى المؤثرة في القيمة
يتم تحديد القيمة من خلال قوى العرض والطلب في السوق. بدورها، تتأثر قوى العرض والطلب بمجموعة واسعة من العوامل الخارجية. غالبًا ما يتم تقسيم العوامل التي تؤثر على العرض والطلب، وبالتالي القيمة، إلى أربع فئات عامة:
- اجتماعية❓ (Social)
- اقتصادية (Economic)
- سياسية (Political)
- بيئية (Environmental/Physical)
في الممارسة العملية، تتشابك التأثيرات المختلفة، لكن التمييز يظل مفيدًا لأغراض المناقشة والتحليل.
- العوامل الاجتماعية: هي أعداد وخصائص وأنماط حياة ومعايير وتفضيلات الأشخاص في سوق معين تشكل القوى الاجتماعية التي تؤثر على القيمة في ذلك السوق. تتأثر قيم العقارات بالتغيرات في عدد السكان، والتي قد تكون ناجمة عن تغيرات في معدلات المواليد أو الوفيات، أو عن الهجرة إلى منطقة ما أو الخروج منها. يرتبط الطلب على أنواع مختلفة من العقارات بالتوزيع العمري للسكان، وأعداد الأسر ذات الأحجام والتكوينات المختلفة، والمواقف تجاه الأسلوب المعماري والمرافق. تؤدي التفضيلات الاجتماعية فيما يتعلق بالأنشطة الترفيهية والتعليم ووسائل الراحة الثقافية أيضًا إلى دفع قوى العرض والطلب على العقارات.
- المكانة الاجتماعية: لأسباب مختلفة، تتمتع مناطق معينة بجاذبية أكبر مما قد تشير إليه العوامل المادية والاقتصادية والسياسية. على سبيل المثال، قد تعتبر المنطقة التي يعيش فيها أشخاص بارزون مرغوبة للغاية.
- الترفيه: العقارات القريبة من الأنشطة الترفيهية المرغوبة أو التي يمكن الوصول إليها.
خاتمة:
في هذا الفصل، استعرضنا مجموعة متنوعة من مفاهيم القيمة المستخدمة في التقييم العقاري. من الضروري فهم هذه المفاهيم المختلفة لاختيار الأسلوب الأمثل للتقييم واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة. في الفصول القادمة، سنتعمق في أساليب التقييم المختلفة وكيفية تطبيق هذه المفاهيم في الممارسة العملية.
ملخص الفصل
ملخص علمي: مفاهيم القيمة: من القيمة السوقية❓ إلى قيمة الاستثمار
يتناول هذا الفصل من دورة “أسس التقييم العقاري: من القيمة السوقية إلى قيمة الاستثمار” مفاهيم القيمة المختلفة، مع التركيز على التمييز بين القيمة السوقية، وهي أساس التقييم العقاري، وأنواع أخرى من القيم التي قد تكون ذات صلة في سياقات محددة. يهدف الفصل إلى تزويد المتدربين بفهم دقيق لهذه المفاهيم وتطبيقاتها في الممارسة العملية.
أولاً: القيمة السوقية:
يؤكد الفصل على أهمية تعريف القيمة السوقية، ويشير إلى أنها المبلغ الذي يجب أن❓ يحصل عليه العقار في❓ سوق مفتوح وتنافسي، في ظل ظروف بيع عادلة وبائعيين ومشترين مطلعين ومتحفزين. يوضح الفصل أن المعاملة التي تحقق القيمة السوقية يجب أن تكون “معاملة بذراع مفتوحة”، أي أنها تتم بين أطراف مستقلة يتصرفون بحرية ودون إكراه أو مصلحة خفية، وأن التمويل المستخدم في الصفقة مماثل للتمويل المتاح عادة في السوق. إذا كانت شروط التمويل غير نقدية وتتضمن تنازلات غير معتادة في السوق، يجب على المثمن تحديدها وأخذ تأثيرها على القيمة في الاعتبار. ينبه الفصل إلى أن تعريف القيمة السوقية قد يختلف باختلاف القوانين المحلية (مثل قوانين نزع الملكية أو الضرائب)، ويجب على المثمن الالتزام بالتعريف القانوني السائد عند إجراء التقييم.
ثانياً: السعر والقيمة:
يفرق الفصل بوضوح بين السعر والقيمة، حيث أن السعر هو المبلغ المدفوع فعليًا للعقار، بينما القيمة السوقية هي ما يجب أن يحصل عليه العقار. قد يكون السعر مساويًا للقيمة السوقية، لكنه قد يكون أكبر أو أقل بسبب عوامل مختلفة مثل: جهل البائع أو المشتري بالقيمة السوقية، حاجة البائع للبيع الفوري، عدم تحفز البائع أو المشتري، حاجة المشتري الماسة للعقار، أو وجود تمويل بفوائد أقل من السوق.
ثالثاً: قيمة الاستخدام:
يُعرّف الفصل قيمة الاستخدام بأنها قيمة العقار عند استخدامه لغرض معين فقط، وهي تختلف عن القيمة السوقية التي تفترض أن السوق سيحدد قيمة العقار في ضوء جميع استخداماته الممكنة. غالبًا ما ترتبط قيمة الاستخدام بقيمة العقار بالنسبة لعمل تجاري قائم. يتم استخدام تقييمات قيمة الاستخدام في حالات مثل تقييم المصانع لقيمتها في العمليات الصناعية، أو عندما تمنح الحكومات إعفاءات ضريبية للعقارات المستخدمة لأغراض معينة (كالزراعة)، أو عندما لا توجد سوق تنافسية للعقار. يؤكد الفصل على أنه حتى في حالة عدم وجود سوق للعقار، لا يجوز للمثمن استبدال تقدير قيمة الاستخدام بتقدير القيمة السوقية المطلوبة.
رابعاً: قيمة الاستثمار:
تُعرّف قيمة الاستثمار بأنها قيمة العقار بالنسبة لمستثمر معين لديه أهداف استثمارية محددة. لذا، من الضروري أن يفهم المثمن متطلبات الاستثمار الخاصة بالمستثمر. قيمة الاستثمار ذات طبيعة ذاتية، بينما القيمة السوقية تعتبر معيارًا أكثر “موضوعية”.
خامساً: قيمة التصفية:
يؤكد الفصل أن قيمة التصفية ليست شكلاً من أشكال القيمة السوقية، حيث تفترض أن العقار يجب أن يُباع في فترة زمنية محدودة، وهو ما نادرًا ما يمثل “تعرضًا معقولًا” للسوق. عادة ما يتم تقدير قيمة التصفية في سياق مؤسسة مالية تفكر في حبس الرهن على عقار.
سادساً: القيمة المقدرة❓:
يتم تحديد القيمة المقدرة من قبل سلطات الضرائب الحكومية لغرض تقييم الضرائب العقارية (الضرائب السنوية المستندة إلى قيمة العقار). لتحديد القيمة المقدرة، يجب على المثمن أولاً تقدير القيمة السوقية (كما هو محدد في قانون الضرائب)، ثم تطبيق نسبة مئوية محددة بموجب قانون التقييم.
سابعاً: قيمة التأمين:
يتم تعريف قيمة التأمين بموجب شروط وثيقة التأمين المعينة. يشير إلى قيمة الممتلكات لأغراض السداد بموجب❓ السياسة. قد يُطلب من المثمن تحديد تكلفة الاستبدال أو الاستنساخ.
ثامناً: قيمة التشغيل المستمر:
هي القيمة الإجمالية لعمل تجاري مثبت ومستمر، والذي يشمل العقارات❓ التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من العملية. عادة ما تكون قيمة التشغيل المستمر غير قابلة للتطبيق على العقارات السكنية.
تاسعاً: القوى المؤثرة في القيمة:
يختتم الفصل بتحديد العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية (الطبيعية) التي تؤثر على العرض والطلب وبالتالي على القيمة. يؤكد الفصل على أن هذه العوامل متشابكة، لكن التمييز بينها يظل مفيدًا لأغراض المناقشة والتحليل.
الاستنتاجات والآثار المترتبة:
يؤكد هذا الفصل على أهمية فهم الفروق الدقيقة بين مفاهيم القيمة المختلفة، حيث أن استخدام المفهوم الخاطئ يمكن أن يؤدي إلى قرارات استثمارية خاطئة أو تقييمات غير دقيقة. يجب على المثمن العقاري أن يكون على دراية بهذه المفاهيم وأن يكون قادرًا على تطبيقها بشكل مناسب في سياقات مختلفة. كما أن فهم العوامل المؤثرة في العرض والطلب أمر ضروري لتقدير دقيق للقيمة السوقية.
باختصار، يقدم هذا الفصل إطارًا نظريًا وعمليًا شاملاً لفهم مفاهيم القيمة المختلفة في التقييم العقاري، مع التركيز على القيمة السوقية❓ باعتبارها الأساس، والتمييز بينها وبين المفاهيم الأخرى ذات الصلة مثل قيمة الاستخدام، وقيمة الاستثمار، وقيمة التصفية.